الترحال أيقظ حواس شاعر المرأة العراقية
الزهاوي في صنعاء...كيف غيّرت المدينة زائرهـا ؟
علي حداد
والزّهاوي هو الشاعر العراقي ( جميل صدقي الزّهاوي ) الذي يقرن مع الشاعر العراقي الآخر( معروف الرّصافي ) ليكون ثاني اثنين قيض لهما أن يكونا بداية عصر جديد للشعرية العراقية ، بما أنضجاه من وعي ورؤية ومواقف دلت علي حضورهما الفاعل ودورهما في الارتقاء بالشعر من وهدة انشغالاته باردة الروح في القرن التاسع عشر إلي حيث يصبح في القرن العشرين اللاحق تجربة إنسانية وأدبية تسلك آفاقها نحو التطور والاتساع المعرفي الجاد والإنجاز الجمالي بذائقة وثقافة مغايرين لما كان سائداً قبلهما أو معهما
لقد انضوي الشاعران إلي صف جيل شعري أعلن عن نفسه في أكثر من قطر عربي ، أطلق عليه وصف ( جيل الإحياء الشعري ) الذي سعي ـ بوعي مدرك ـ إلي تأمل الموروث الأدبي العربي في أنضج عصوره وأخصبها، رغبة في إحياء قيمه والنسج علي منوالها، ثم الانطلاق نحو ما يفرضه العصر من ثقافة مستحدثة ومجالات معرفة متدافعة ووقائع سياسية واجتماعية لا يمكن التغاضي عنها، ليصبح وعي التجديد ودعوات التطور واستلهام روح العصر وقيمه مؤشراً مهماً لقراءة تجربة ذلك الجيل الشعري واستنطاقها. ليس في منجزه الشعري وحده بل في مجمل ما كتبه ، وما أسس له من مواقف وتجارب ذات نزوع إنساني ومعرفي دال.
نال الزهاوي مكانته في الثقافة العربية عامة والعراقية علي نحو خاص ليس من خلال ما اختطه لتجربته الشعرية من رؤي وانشغالات بينة الخصوصية عنده بل وبما تعاور وجوده الإنساني من مواقف وادعاءات فكرية واجتماعية تركته عرضة للمشاكل ، وأثارت عليه فئات مختلفة ، من دون أن يردعه ذلك عن التمسك بقناعاته والصداح المتطاول بدعاواها. وإذ لم تعد كثير من أفكار الزهاوي ذات الوجهة الجدلية في قضايا السياسة والاجتماع والمعارف والفلسفات مما يثير اليوم خلافاً، أو يستعاد الحديث الطويل فيه ، بعد أن أمسي مسلمات سلوكية وتعبيرية عامة، فلعل ما طرحه من فهم للتجديد في الأدب ـ ولاسيما الشعرـ مما لم يتم تجاوزه ، إذ ما يزال فضاء الجدل فيه متسعاً
لقد كان تبرم الزهاوي بالسائد التقليدي من الشعر في عصره وجهة معلنة طال تردده عليها وصداحه بها، في تأكيد رغبته أن يسلك الشعر فضاء التجديد وقيمه ، فهو القائل:
سئمت كل قديم
عرفته في حياتي
إن كان عندك شيء
من الجديد فهاتِ(1)
ومنطلق التجديد عند الزهاوي استجابة يقينية لحركية الحياة وتطورها الذي يفترض بالشاعر أن يتمثلها ، لينال وصف ( الشاعر العصري )، وهو ـ طبقاً لما رآه الزهاوي ـ : "من يقول الشعر بدواع عصرية أكثرها اجتماعي، كأن يشاهد ظلامه فيصورها في شعره ، داعياً بذلك الأمة إلي إزالتها... أو أن يري عادة شائنة للمجتمع ، فيقبحها بتصوير ما يلحقه من أضرار بسببها "(2)
ولتأكيد هذا المسعي فإن علي الشاعر العصري أن يبحث لشاعريته عن منافذ رؤية وتشكيل غير تلك التي توارثناها عن الأسلاف، إذ : "لا ينبغي أن نبقي جامدين علي الطراز الأول الذي استحسنه أجدادنا الشعراء" .(3)
ويبدو أن دعوة الزهاوي إلي التجديد الموضوعاتي في الشعر، قصد (عصرنته) قد اصطدمت عنده بعائق فني رادع هو ( القافية )، فهتف داعياً إلي تخليص الشعر العربي منها:
كل الفنون تجددت
والشعر يعوزه الجديد
ما قام حتي أثقلته
من قوافيه القيود
مـا ضرّ سامعـها لـو اختلفـت قـوافيـه القـصيد(4)
ومن خلال استقراء موضوعي لمسيرة الشعر العربي وحركيته يعلن الزهاوي ـ ومنذ أوائل القرن العشرين ـ نبؤته عن المصير الذي ستؤول إليه ( القافية ) التي رآها ـ ومن تبن مؤمن بنظرية ( النشوء والارتقاء ) الدارونية. بمثابة : "عضو أثري قد زال معظمه ، وسوف يزول ما بقي منه في جسد الشعر بتوالي الأيام "(5) وعند ذلك ـ يؤكد الزهاوي ـ: "سيكون الشاعر حراً في أن ينظم ما يشاء من المعاني"(6).
وكان الزهاوي دقيقاً في استشرافه هذا، الذي لم يمض عليه عقدان من الزمان حتي كانت التجربة الشعرية العربية قد دلفت إلي آفاق تطورها المثير، بظهور (الشعر الحر) ومناداة روّاده بكسر القوالب الموروثة، وتخطي القافية الواحدة، وترك البيت الشعري منساباً مع الانثيال الشعوري والتعبيري وحركيتهما.
حفيد خالد بن الوليد
استناداً إلي ما ذكره الزهاوي في كتاباته ورسائله فإن جذوره في النسب ـ التي يظن الكثيرون أنها كردية ـ تؤكد عروبته ، إذ يتصل نسب عائلته البعيد بالقائد العربي ( خالد بن الوليد ) . وقد هاجر أحد أجداد الشاعر إلي شمال العراق، وسكن هناك في قرية اسمها ( زهاو) ومنها جاء لقب العائلة
( الزهاوي).(7)
ويبدو أن وجهة الاشتغال بالعلوم الدينية والتفقه بها كانت غالبة علي بعض أبناء تلك العائلة ، فقد تهيأ لوالد الزهاوي نفسه ، الشيخ ( محمد فيضي ) من المكانة والشهرة أن يستدعيه والي بغداد العثماني في العام 1853م ، ويسند إليه منصب ( مفتي بغداد ) الذي ظل يشغله حتي وفاته في العام 1890.
أراد ذلك الأب الفقيه لابنه ( جميل صدقي ) المولود في العام 1863م أن يسير علي منهجه، كما كانت عليه الحال مع بعض إخوته الآخرين . ولكن ميول الزهاوي الشاب لم تكن لتجد بغيتها في العلوم الشرعية والفقهية. فهو مع دراسته لها كان كثير الاطلاع والملاحقة لما ينشر من كتب ومجلات وصحف تتناول المعارف والفلسفات الحديثة التي أفاض في تأملها ومناقشتها والرد عليها ، حتي كوّنَ لنفسه مآلات فلسفية وفكرية خاصة، نأت به تماماً عن المسار المعرفي الذي أريد له أن يسلكه ،ولاسيما بعد أن أتيح له الاطلاع علي ثقافة الغرب وعلومه وفلسفاته ، وما تهيأ له من إتقان لأكثر من لغة شرقية، ثم سفراته المتعددة إلي خارج العراق، حيث التقي بكثير من المفكرين والأدباء والسياسيين ومن مختلف القوميات والمشارب الثقافية.
مارس الزهاوي في مقتبل حياته العملية وظائف عدة، فقد اشتغل مدرساً في بغداد، ثم أصبح عضواً في دائرة معارفها. وفي العام 1890م عين مديراً لمطبعة ولاية بغداد، ثم رئيساً لتحرير القسم العربي في جريدة ( الزوراء ) الرسمية التي صدرت آنذاك. وبعد سنتين من ذلك أصبح عضواً في محكمة استئناف بغداد، وهي الوظيفة التي بقي فيها حتي العام 1896م ، حيث غادر إلي عاصمة الخلافة العثمانية ( اسطنبول ) بدعوة رسمية من السلطان ( عبد الحميد ) الذي وصلت إليه شهرة الزهاوي ، بوصفه شاعراً وفيلسوفاً مجدداً له مكانته البارزة ، بعد أن كانت كثير من الصحف التركية والعربية تنشر قصائده ومقالاته، وفي أكثر من قطر ومدينة.
مرّ ( الزهاوي ) ـ وهو في طريقه إلي اسطنبول ـ علي بلاد الشام ومصر فحظي هناك بكثير من الحفاوة والتقدير، وأقيم علي شرفه أكثر من احتفال، ألقي فيها بعض قصائده، وناقش عدداً من العلماء والأدباء فيما تحقق له من أفكار فلسفية وعلمية خاصة.
وبعد مدة من وصول ( الزهاوي ) إلي عاصمة الخلافة، كانت الحرب قد اندلعت بين الجيشين العثماني واليوناني. وحين انتصر العثمانيون سارع الزهاوي بنظم قصيدته ( الفتح الحميدي ) التي أشاد فيها بذلك الانتصار ومدح السلطان( عبد الحميد ) في ثناياها الأمر الذي استحسنه الأخير، فصدرت إرادته السلطانية بتكريم الزهاوي ، وتعيينه واعظاً عاماً في اليمن التي سافر إليها في أواخر العام 1897م ، بصحبة اللجنة الإصلاحية التي عينها السلطان لتقصي أوضاع اليمن ، واقتراح الحلول لمشكلاتها التي تفاقمت آنذاك.
وقد قضي الزهاوي في اليمن ما يقارب السنة، قام فيها بمهمته علي نحو نال فيه الإعجاب، ليمنحه السلطان عبد الحميد ـ بعد أن استدعاه إلي اسطنبول ـ رتبة دينية هي ( بلاد خمس الموصلة ) ، وينعم عليه بوسام السلطنة من الدرجة الثالثة.
يعرف من يطلع علي تاريخ اليمن في العصور المتأخرة أنها خضعت للحكم العثماني علي فترتين : الأولي وتمتد من العام 1538م وحتي 1635م ، أما الأخري فوقعت بين الأعوام 1872م، وحتي انسحاب العثمانيين من اليمن بعد نهاية الحرب العالمية الأولي عام 1918م.
الزهاوي في صنعاء...كيف غيّرت المدينة زائرهـا ؟
علي حداد
والزّهاوي هو الشاعر العراقي ( جميل صدقي الزّهاوي ) الذي يقرن مع الشاعر العراقي الآخر( معروف الرّصافي ) ليكون ثاني اثنين قيض لهما أن يكونا بداية عصر جديد للشعرية العراقية ، بما أنضجاه من وعي ورؤية ومواقف دلت علي حضورهما الفاعل ودورهما في الارتقاء بالشعر من وهدة انشغالاته باردة الروح في القرن التاسع عشر إلي حيث يصبح في القرن العشرين اللاحق تجربة إنسانية وأدبية تسلك آفاقها نحو التطور والاتساع المعرفي الجاد والإنجاز الجمالي بذائقة وثقافة مغايرين لما كان سائداً قبلهما أو معهما
لقد انضوي الشاعران إلي صف جيل شعري أعلن عن نفسه في أكثر من قطر عربي ، أطلق عليه وصف ( جيل الإحياء الشعري ) الذي سعي ـ بوعي مدرك ـ إلي تأمل الموروث الأدبي العربي في أنضج عصوره وأخصبها، رغبة في إحياء قيمه والنسج علي منوالها، ثم الانطلاق نحو ما يفرضه العصر من ثقافة مستحدثة ومجالات معرفة متدافعة ووقائع سياسية واجتماعية لا يمكن التغاضي عنها، ليصبح وعي التجديد ودعوات التطور واستلهام روح العصر وقيمه مؤشراً مهماً لقراءة تجربة ذلك الجيل الشعري واستنطاقها. ليس في منجزه الشعري وحده بل في مجمل ما كتبه ، وما أسس له من مواقف وتجارب ذات نزوع إنساني ومعرفي دال.
نال الزهاوي مكانته في الثقافة العربية عامة والعراقية علي نحو خاص ليس من خلال ما اختطه لتجربته الشعرية من رؤي وانشغالات بينة الخصوصية عنده بل وبما تعاور وجوده الإنساني من مواقف وادعاءات فكرية واجتماعية تركته عرضة للمشاكل ، وأثارت عليه فئات مختلفة ، من دون أن يردعه ذلك عن التمسك بقناعاته والصداح المتطاول بدعاواها. وإذ لم تعد كثير من أفكار الزهاوي ذات الوجهة الجدلية في قضايا السياسة والاجتماع والمعارف والفلسفات مما يثير اليوم خلافاً، أو يستعاد الحديث الطويل فيه ، بعد أن أمسي مسلمات سلوكية وتعبيرية عامة، فلعل ما طرحه من فهم للتجديد في الأدب ـ ولاسيما الشعرـ مما لم يتم تجاوزه ، إذ ما يزال فضاء الجدل فيه متسعاً
لقد كان تبرم الزهاوي بالسائد التقليدي من الشعر في عصره وجهة معلنة طال تردده عليها وصداحه بها، في تأكيد رغبته أن يسلك الشعر فضاء التجديد وقيمه ، فهو القائل:
سئمت كل قديم
عرفته في حياتي
إن كان عندك شيء
من الجديد فهاتِ(1)
ومنطلق التجديد عند الزهاوي استجابة يقينية لحركية الحياة وتطورها الذي يفترض بالشاعر أن يتمثلها ، لينال وصف ( الشاعر العصري )، وهو ـ طبقاً لما رآه الزهاوي ـ : "من يقول الشعر بدواع عصرية أكثرها اجتماعي، كأن يشاهد ظلامه فيصورها في شعره ، داعياً بذلك الأمة إلي إزالتها... أو أن يري عادة شائنة للمجتمع ، فيقبحها بتصوير ما يلحقه من أضرار بسببها "(2)
ولتأكيد هذا المسعي فإن علي الشاعر العصري أن يبحث لشاعريته عن منافذ رؤية وتشكيل غير تلك التي توارثناها عن الأسلاف، إذ : "لا ينبغي أن نبقي جامدين علي الطراز الأول الذي استحسنه أجدادنا الشعراء" .(3)
ويبدو أن دعوة الزهاوي إلي التجديد الموضوعاتي في الشعر، قصد (عصرنته) قد اصطدمت عنده بعائق فني رادع هو ( القافية )، فهتف داعياً إلي تخليص الشعر العربي منها:
كل الفنون تجددت
والشعر يعوزه الجديد
ما قام حتي أثقلته
من قوافيه القيود
مـا ضرّ سامعـها لـو اختلفـت قـوافيـه القـصيد(4)
ومن خلال استقراء موضوعي لمسيرة الشعر العربي وحركيته يعلن الزهاوي ـ ومنذ أوائل القرن العشرين ـ نبؤته عن المصير الذي ستؤول إليه ( القافية ) التي رآها ـ ومن تبن مؤمن بنظرية ( النشوء والارتقاء ) الدارونية. بمثابة : "عضو أثري قد زال معظمه ، وسوف يزول ما بقي منه في جسد الشعر بتوالي الأيام "(5) وعند ذلك ـ يؤكد الزهاوي ـ: "سيكون الشاعر حراً في أن ينظم ما يشاء من المعاني"(6).
وكان الزهاوي دقيقاً في استشرافه هذا، الذي لم يمض عليه عقدان من الزمان حتي كانت التجربة الشعرية العربية قد دلفت إلي آفاق تطورها المثير، بظهور (الشعر الحر) ومناداة روّاده بكسر القوالب الموروثة، وتخطي القافية الواحدة، وترك البيت الشعري منساباً مع الانثيال الشعوري والتعبيري وحركيتهما.
حفيد خالد بن الوليد
استناداً إلي ما ذكره الزهاوي في كتاباته ورسائله فإن جذوره في النسب ـ التي يظن الكثيرون أنها كردية ـ تؤكد عروبته ، إذ يتصل نسب عائلته البعيد بالقائد العربي ( خالد بن الوليد ) . وقد هاجر أحد أجداد الشاعر إلي شمال العراق، وسكن هناك في قرية اسمها ( زهاو) ومنها جاء لقب العائلة
( الزهاوي).(7)
ويبدو أن وجهة الاشتغال بالعلوم الدينية والتفقه بها كانت غالبة علي بعض أبناء تلك العائلة ، فقد تهيأ لوالد الزهاوي نفسه ، الشيخ ( محمد فيضي ) من المكانة والشهرة أن يستدعيه والي بغداد العثماني في العام 1853م ، ويسند إليه منصب ( مفتي بغداد ) الذي ظل يشغله حتي وفاته في العام 1890.
أراد ذلك الأب الفقيه لابنه ( جميل صدقي ) المولود في العام 1863م أن يسير علي منهجه، كما كانت عليه الحال مع بعض إخوته الآخرين . ولكن ميول الزهاوي الشاب لم تكن لتجد بغيتها في العلوم الشرعية والفقهية. فهو مع دراسته لها كان كثير الاطلاع والملاحقة لما ينشر من كتب ومجلات وصحف تتناول المعارف والفلسفات الحديثة التي أفاض في تأملها ومناقشتها والرد عليها ، حتي كوّنَ لنفسه مآلات فلسفية وفكرية خاصة، نأت به تماماً عن المسار المعرفي الذي أريد له أن يسلكه ،ولاسيما بعد أن أتيح له الاطلاع علي ثقافة الغرب وعلومه وفلسفاته ، وما تهيأ له من إتقان لأكثر من لغة شرقية، ثم سفراته المتعددة إلي خارج العراق، حيث التقي بكثير من المفكرين والأدباء والسياسيين ومن مختلف القوميات والمشارب الثقافية.
مارس الزهاوي في مقتبل حياته العملية وظائف عدة، فقد اشتغل مدرساً في بغداد، ثم أصبح عضواً في دائرة معارفها. وفي العام 1890م عين مديراً لمطبعة ولاية بغداد، ثم رئيساً لتحرير القسم العربي في جريدة ( الزوراء ) الرسمية التي صدرت آنذاك. وبعد سنتين من ذلك أصبح عضواً في محكمة استئناف بغداد، وهي الوظيفة التي بقي فيها حتي العام 1896م ، حيث غادر إلي عاصمة الخلافة العثمانية ( اسطنبول ) بدعوة رسمية من السلطان ( عبد الحميد ) الذي وصلت إليه شهرة الزهاوي ، بوصفه شاعراً وفيلسوفاً مجدداً له مكانته البارزة ، بعد أن كانت كثير من الصحف التركية والعربية تنشر قصائده ومقالاته، وفي أكثر من قطر ومدينة.
مرّ ( الزهاوي ) ـ وهو في طريقه إلي اسطنبول ـ علي بلاد الشام ومصر فحظي هناك بكثير من الحفاوة والتقدير، وأقيم علي شرفه أكثر من احتفال، ألقي فيها بعض قصائده، وناقش عدداً من العلماء والأدباء فيما تحقق له من أفكار فلسفية وعلمية خاصة.
وبعد مدة من وصول ( الزهاوي ) إلي عاصمة الخلافة، كانت الحرب قد اندلعت بين الجيشين العثماني واليوناني. وحين انتصر العثمانيون سارع الزهاوي بنظم قصيدته ( الفتح الحميدي ) التي أشاد فيها بذلك الانتصار ومدح السلطان( عبد الحميد ) في ثناياها الأمر الذي استحسنه الأخير، فصدرت إرادته السلطانية بتكريم الزهاوي ، وتعيينه واعظاً عاماً في اليمن التي سافر إليها في أواخر العام 1897م ، بصحبة اللجنة الإصلاحية التي عينها السلطان لتقصي أوضاع اليمن ، واقتراح الحلول لمشكلاتها التي تفاقمت آنذاك.
وقد قضي الزهاوي في اليمن ما يقارب السنة، قام فيها بمهمته علي نحو نال فيه الإعجاب، ليمنحه السلطان عبد الحميد ـ بعد أن استدعاه إلي اسطنبول ـ رتبة دينية هي ( بلاد خمس الموصلة ) ، وينعم عليه بوسام السلطنة من الدرجة الثالثة.
يعرف من يطلع علي تاريخ اليمن في العصور المتأخرة أنها خضعت للحكم العثماني علي فترتين : الأولي وتمتد من العام 1538م وحتي 1635م ، أما الأخري فوقعت بين الأعوام 1872م، وحتي انسحاب العثمانيين من اليمن بعد نهاية الحرب العالمية الأولي عام 1918م.
الإثنين مايو 18, 2009 7:46 am من طرف عطا المصراوية
» قصر صدام حسين بلاتوه سنيمائى!!!
الإثنين مايو 18, 2009 7:23 am من طرف عطا المصراوية
» السعادة الحقبقية
الأحد مايو 17, 2009 9:20 pm من طرف عطا المصراوية
» مواقف ومعانى!!
الأحد مايو 17, 2009 8:05 pm من طرف عطا المصراوية
» الحب أعمى» والتمثيل لم يرضني
الأحد مايو 17, 2009 1:08 pm من طرف فيصل ابو ريشه
» غادة عبد الرازق
الأحد مايو 17, 2009 1:03 pm من طرف فيصل ابو ريشه
» تعدد الزوجات فى ظل التشريع الاسلامى
السبت مايو 16, 2009 6:38 pm من طرف عطا المصراوية
» فوائد القرنبيط الصحيه
السبت مايو 16, 2009 2:18 pm من طرف فيصل ابو ريشه
» فوائد البطيخ
السبت مايو 16, 2009 2:12 pm من طرف فيصل ابو ريشه