من أخلاقيات الإسلام

قال الله سبحانه وتعال لنبيه صلى الله عليه وسلم ( وانك لعلى خلق عظيم) ويقول صلى الله عليه وسلم محددا الهدف من بعثته (بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)

والخلق فى اللغه هو ما يأخذ به الانسان نفسه من الأدب - وحسن الخلق قد يكون هبه من الله عز وجل بحيث يولد الانسان كامل العقل كما هو الحال بالنسبه للأنبياء ويكون مكتسبا بالمجاهده وحمل النفس على الاعمال التى يقتضيها الخلق المطلوب .

بر الوالدين : وهو الوفاء بحقهما فقد أولياه من النعم وقد أمر الله سبحانه وتعالى بعبادته وتوحيده وجعل بر الوالدين مقرونا بذلك فقال ( وقضى ربك ألا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احسانا ).

صلة الرحم : الرحم فى الاصل هو المكان الذى ينشأ فيه الجنين ويطلق على ذوى القربى الذين اشتركوا فى رحم واحده مثل الاخوه .

الأصلاح بين الناس : الأصلاح بين الناس من الامور التى أمر بها (الله ) ورسوله وهى من الاهميه اذ بها يصبح المسلمون أخوة وتذهب الشحناء والتباغض والتدابر والله تبارك وتعالى يقول (فأتقوا الله وأصلحو ذات بينكم وأطيعوا الله ورسوله ان كنتم مؤمنين - ويأمر بالاصلاح بين فئات المسلمين وطوائفهم فيقول ( وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فان بغت احداهما على الأخرى فقاتلوا التى تبغى الى أمر الله فان فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا ان الله يحب المقسطين ).

الحياء : هو انقباض النفس عن كل قبيح... والحياء خلق يمنع صاحبه عن فعل ما قد يلام عليه والحياء فضيلة من فضائل الفطره ... والحياء من الايمان ولبيان أهمية الحياء يقول صلى الله عليه وسلم (ان الله اذا أراد أن يهلك عبدا نزع منه الحياء , فأذا نزع منه الحياء لم تلقه الا مقيتا - فأذا لم تلقه الا مقيتا نزعت منه الامانة فاذا نزعت منه الآمانه لم تلقه الا خائنا فأذا لم تلقه الاخائنا نزعت منه الرحمه فأذا نزعت منه الرحمه لم تلقه الا رجيما ونزعت منه صفة الأسلام ).

التواضع : التواضع هو أن تضع نفسك حيث يجب لها أن توضع دون تكبر وافتخار ودون ذلة وهوان فالتواضع وسط بين الكبر وبين الذله والتواضع من خلق المرسلين- ويقول النبى صلى الله عليه وسلم ( من تواضع لله درجة رفعه الله درجة ) ويأمر ربنا تبارك وتعالى حبيبه المصطفى صلى الله عليه وسلم بالتواضع فيقول ( واخفض جناحك للمؤمنين ) ويؤكد عليه بقوله ( وأخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين ).

العفة : خلق من أخلاق المرسلين والانبياء والصالحين والتعفف درجات : فمن الناس من يتعفف عن الحرام وهى درجة من درجات التقوى... ومن الناس من يتعفف عن الشبهات وهى درجة من درجات الورع .. ومنهم من يتعفف عن الحلال وهى درجة من درجات الزهد .

الأمانة : هى ضد الخيانه وتطلق على الصفة التى يتصف بها الانسان - وقد تطلق على الشىء الذى يؤتمن عليه الانسان ماديا أو معنويا - وهناك أنواع عديده من الامانة : كأمانة الكلمة وأمانة الدعوة الى الله والأمانه لكى تتحقق فى شخص ما لابد أن يكون متصفا بالصدق والأخلاص فلا أمانه لكاذب وقد أطلق الله سبحانه وتعالى على ( جبريل ) لقب الأمين ( نزل به الروح الأمين ) ( مطاع أمين ).

الحلم : هو الاناة وضبط النفس ... والحلم ضد التسرع والرعونة والجهل ... والحلم خلق قد يهبه ( الله ) لمن يشاء فيصبح الأنسان حليما بفضل الله دون جهد - وقد يكتسب الحلم بالمحاولة والمجاهده.

الكرم : الكرم , والسخاء , والجود : أسماء لصفات كريمه وأخلاق عظيمه والكرم ضد البخل كما أن السخاء ضد الشح - ولقد كان من فضل الله تبارك وتعالى أن جعل الحسنه بعشر أمثالها وذلك فى جميع أعمال البر والخير الا الصدقه فانه جعل الحسنه بسبعمائة .

الوفاء : من التوفية ... والوفاء ضد الغدر والغدر من صفات المنافقين لقول النبى صلى الله عليه وسلم (آية المنافق ثلاث : اذا حدث كذب , واذا وعد أخلف , واذا ائتمن خان ) والوفاء من صفات المؤمنين وقد أمر الله تبارك وتعالى اذ يقول ( وأوفوا بالعهد ان العهد كان مسئولا ) و ( ياأيها الذين أمنوا أوفوا بالعقود) . )

العفو : يطلق على اسقاط الحق المستحق وهو من أخلاق الصالحين.. وربنا تبارك وتعالى يقول ( وان تعفو أقرب الى التقوى ). والعفو من صفات الحق تبارك وتعالى فهو يعفو عن المذنبين ويغفر للمستغفرين ( اللهم انك كريم تحب العفو فأعف عنا ).

الصفح : هو نسيان الآساءة وازالة آثرها من القلب وهو أبلغ من العفو درجة ... والصفح من الاخلاق التى أمر بها ( الله ) فى مواضيع كثيره من القرأن منها ( فأعف عنهم وأصفح ان الله يحب المحسنين ) فمن عفا وأصلح فأجره على الله - ( .. ولمن صبر وغفر ان ذلك لمن عزم الأمور ) ... فاصفح الصفح الجميل ...والعفو والصفح من عزائم الأمور التى لا يقوى عليها الا من أمتلاْ قلبه بالأيمان .

العدل : العدل ضد الظلم ( والعدل ) اسم من أسماء الله تعالى فهو الحكم العدل... والعدل وضع كل شىْ فى موضعه كما أن الظلم وضع الشىء فى غير موضعه - وقد أمر ( الله ) تبارك وتعالى بالعدل فى كل الأمور ( يأيها الذين أمنوا كونو قوامين لله شهداء بالقسط ) والعدل بين الناس مطلوب وكذلك العدل مع النفس - فظلم النفس مهلكة وربنا يقول ( من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها وما ربك بظلام للعبيد ) ويقول وما ظلمهم الله ولكن أنفسهم يظلمون )- فمن طهر نفسه من الذنوب وسلمها من العيوب وجنبها موارد التهلكة كان عادلا معها ومن تركها تنهل من المعاصى وتنال ما تشتهيه كان ظالما لنفسه .

الصدق : ضد الكذب.... وهو القوه التى تبعث الانسان على الاستمرار فيما هو عليه وتحول بينه وبين التردد.... وهو أنواع : فهناك الصدق فى الاعتقاد- الصدق فى النيه .... والصدق فى القول .... الصدق فى العمل.

الصدق فى الاعتقاد : هو أن تعلم أن الله موجود وأنه لا شريك له - قادر على كل شىء وهو الفعال لما يريد .

الصدق فى النيه : وهو أن تكون ارادة الخير صادقه فى القلب لا يعتريها ضعف أو ميل أو تردد... والنيه هى اساس الأعمال وعليها يحاسب الانسان لقول النبى صلى الله عليه وسلم( انما الأعمال بالنيات , وانما لكل امرىء ما نوى ).

الصدق فى القول : فمن حفظ لسانه فهو صادق والنبى صلى الله عليه وسلم يقول( ان الصدق يهدى الى البر وان البر يهدى الى الجنه ... وان الكذب يهدى الى الفجور وان الفجور يهدى الى النار ).

الصدق فى القول : وهو أن تكون أفعاله الظاهره موافقة لما فى باطنه , ( ياأيها الذين أمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين ).

الاخلاص : من ( الخلوص ) فكل شىء صفا عما يشوبه ويعنى أن يكون العمل خالصا لوجه الله عز وجل لا تشوبه من رياء أو سمعه .. والاخلاص نوعان ويرتبط الاخلاص بالصدق ارتباطا وثيقا اذ من شروط صحة الصدق وجود الاخلاص فيه ويتضح ذلك من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( المستشار مؤتمن ).

والاخلاص لازم فى العقيده , لازم فى النيه , لازم فى الاقوال , لازم فى الافعال ... حكمه حكم الصدق , فلا صدق بغير اخلاص فيه ... ولا اخلاص بغير صدق .

الصبر : هو حبس النفس على ما يقتضيه العقل والشرع , واسمائه بحسب اختلاف مواقعه , فان كان استسلاما عند المصيبة سمى : صبرا لا غير وضده الجزع....وان كان فى القتال سمى شجاعة وضده الجبن ....وان كان فى امساك الكلام سمى كتمانا وضده الهذر....وان كان على ما يضايق من كلام الغير سمى رحابه صدر وضده الضجر....وكل ذلك يسمى صبرا , كما يسمى حبس النففس على الطاعه والعباده ومجاهدة الهوى والبعد عن المعاصى ....ويطالبنا الله عز وجل فى قوله ( يأيها الذين آمنوا اصبروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون- والصبر خلق من أخلاق الاسلام اكتمل فى سيد الأنام عليه الصلاه الذى وصفه ربه عز وجل بقوله ( وانك لعلى خلق عظيم ) والانسان لا يمكن له أن يتحلى بخلق الصبر الا بتوفيق الله له وتقويته عليه اذ يقول واصبر وما صبرك الا بالله .

والصبر أنواعة : الصبر على الطاعه وذلك بالأمتثال لأوامر الله عز وجل مهما تكلف العبد فيها من مشقه أوجهد كالصبر على الصيام وأداء الفرائض المختلفه .

الصبر على المعاصى : وذلك بأجتناب كل ما نهى ( الله ) عنه وكل ما يعرض الانسان لغضب الله ( ان الله يأمر بالعدل والاحسان وايتاء ذى القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغى يعظكم لعلكم تذكرون ).

الصبر على البلاء : وذلك بالرضا بالقضاء والقدر وعدم الشكوى أو الجزع واستعواض ( الله) فيما ضاع أو فقد أو نقص من مال وولد وصحه وما الى ذلك والله تبارك وتعالى يقول (ولنبلونكم بشىء من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات وبشر الصابرين ) ويقول ( ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أحباركم ) هذا ويبتلى المرء على قدر دينه - والبلاء فلا الدنيا للصابرين عليه نعمه خفيه لما فيه من اللجوء الى المولى عز وجل ولما فيه من تكفير للسيئات ورفعه للدرجات أو هما جميعا ( سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار ) و ( انما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ) بالله ) , هذا والصبر فى كل الاحوال بجميع أقسامه - يحتاج الى محاولة من الانسان حتى يصل الى أرقى أنواع الصبر ألا وهو الصبر الجميل .