0756في مثل هذا اليوم عبد الرحمن الداخل (صقر قريش) يدخل مدينة قرطبة
الأندلسية، ويؤسس الدولة الأموية الثانية، هو عبدالرحمن بن معاوية بن هشام
بن عبد الملك (توفي 788) الملقب بصقر قريش. كان أحد الأمراء الأمويين
المرشحين للخلافة في عاصمة الدولة الاموية في دمشق ، جده الخليفة هشام بن
عبد الملك عاشر الخلفاء الأمويين . هرب من العباسيين عند قيام دولتهم، إلى
الأندلس حيث دخلها، وسمي بذلك عبد الرحمن الداخل، وأكمل فترة الخلافة
الأموية هناك في الأندلس ، حكم بين عامي 756-788. بدأ عبد الرحمن بن
معاوية يعدّ العدة لدخول الأندلس بعد ان كون جيشا قويا والتف حولة مؤيدوه
، فعمل على الآتي:أولًا: أرسل بدر - أحد رجاله والقادم معه من دمشق -
أرسله إلى الأندلس لدراسة الموقف، ومعرفة القوى المؤثرة في الحكم
فيهاوالوضع في الداخل الاندلسي.ثانيًا: راسل كل محبي الدولة الأموية في
أرض الأندلس.ثالثًا:راسل عبد الرحمن بن معاوية البربر في الأندلس، وأعلمهم
خطته ورحبوا بذلك لمعرفتهم بعدل الامويين وإنصافهم لهم، وكانوا في ذلك
الوقت على خلاف شديدٍ جدًا مع يوسف بن عبد الرحمن الفهري؛ لأنه فرّق بينهم
وبين العرب في شمال افريقيا، فهم يريدون أن يتخلّصوا من حكم يوسف بن عبد
الرحمن الفهري الذي عاملهم بهذه العنصرية.رابعًا: راسل كل الأمويين في كل
الأماكن وأنه يعزم على دخول الأندلس وإقامة الدولة الأموية فالتحق به كافة
الأمويين من الشام وغيرها من البلاد . وفي ربيع الثاني سنة (138هـ ، 755)
عبر عبدالرحمن بن معاوية بجيشه القوي ومن معه من القادة مضيق جبل طارق إلى
داخل الاندلس بهيبة وعظمة الفاتحين المنتصرين وانضم إليه أنصاره وأخضع
كافة البلاد في طريقه وزحف إلى إشبيلية واستولى عليها وبايعه اهلها، ثم
نجح في دخول قرطبة العاصمة، بعد أن هزم جيش يوسف بن عبد الرحمن الفهري في
موقعة المصارة في العاشر من ذي الحجة سنة 138هـ ليسيطر على كافة ارجاء
الأندلس. بعد دخوله منطقةقرطبة ومناطق الاندلس ومدنها، لُقّب عبد الرحمن
بن معاوية بعبدالرحمن الداخل الأموي لأنه أول من دخل من بني أمية قرطبة
حاكمًا.بويع عبدالرحمن بالإمارة في قرطبة، وأعلن أميراً على الأندلس كلها
فوق منبر مسجد قرطبة الجامع مكملا مجد بني امية من الدولة الأموية في دمشق
وفاتحا بلادا في أقصى غرب أوروبا ليعلن الدولة الأموية في الأندلس ولتصبح
قرطبة عاصمة لها، ولم يكن عبدالرحمن قد تجاوز وقتها السادسة والعشرين من
عمره. ولم يشأ عبدالرحمن أن يعلن نفسة خليفة لأن فكرة الخلافة عند فقهاء
السنة في ذلك الوقت تقتضي بأن يكون خليفة المسلمين هو حامي الحرميين
الشريفين المسيطر على الحجاز، لذلك اكتفى عبدالرحمن بأن لقّب نفسه بابن
الخلافاء على اعتبار ان اجداده من الامويين كانوا خلفاء أكبر دولة اسلامية
في الشرق الدولة الأموية.ومنذ أن تولّى عبد الرحمن الداخل الأمور في بلاد
الأندلس عُرفت هذه الفترة بفترة الإمارة الأموية، وتبدأ من سنة 138هـ= 755
وتنتهي سنة 316 هـ= 928. انتصر عبد الرحمن الداخل على العباسيين، وقف لهم
وحاربهم وانتصر عليهم وهزمهم شر هزيمة وعرفوا بقوته وأنهم أمام قوة لايمكن
الوقوف في وجهها، فلقبه العباسيون بعد ان انتصر عليهم بـصقر قريش وهو
اللقب الذي اشتهر به بعد ذلك، فقد كان أبو جعفر المنصور جالسًا مع أصحابه
مرةً فسألهم: أتدرون من هو صقر قريش؟ فقالوا له : هو أنت. فقال لهم:
لا.فعدّدوا له أسماء حتى ذكروا له معاوية وعبد الملك بن مروان من بني
أمية. فقال أيضا: لا. ثم أجابهم قائلا:" بل هو عبد الرحمن بن معاوية، دخل
الأندلس منفردًا بنفسه، مؤيّدًا برأيه، مستصحبًا لعزمه، يعبر القفر ويركب
البحر حتى دخل بلدًا أعجميًا فمصّر الأمصار وجنّد الأجناد، وأقام ملكًا
بعد انقطاعه بحسن تدبيره وشدة عزمه". فحقق عبدالرحمن بن معاوية غايته من
إعادة أمجاد أجداده الامويين والانتصار على العباسيين وتكوين دولة قوية
وهي الدولة الأموية بالأندلس.استمرت مدة حكمة 33سنة في الأندلس، اهتم فيها
بالأمور الداخلية للبلاد اهتمامًا كبيرًا، فعمل على ما يلي:اهتم عبد
الرحمن الداخل بإنشاء جيش قوي، ومنذ قدوم عَبْد الرَّحْمَن الدَّاخِل إلى
الأندلس وهو يعمل على تقوية وزيادة جيشه، وقد وصل تعداد الجيش الاموي في
عهده إلى مائة ألف فارس غير الرجّالة والمشاه والجنود ونظم الجيش أحسن
تنظيم. كما أنشأ دُورًا للأسلحة، فأنشأ مصانع السيوف الذي نقل صناعتها من
دمشق ومصانع المنجنيق، وكان من أشهر هذه المصانع مصانع طليطلة ومصانع
برديل.أنشأ أيضًا أسطولًا بحريًا قويًا، بالإضافة إلى إنشاء أكثر من ميناء
كان منها ميناء طرطوشة وألمرية وإشبيلية وبرشلونة وغيرها من الموانئ. كان
يقسّم ميزانية الدولة السنوية إلى ثلاثة أقسام: قسم ينفقه بكامله على
الجيش، والقسم الثاني لأمور الدولة العامة من مؤنٍ ومعمارٍ ومرتباتٍ
ومشاريعَ والعلم وإحياء للثقافة والفن وغير ذلك، والقسم الثالث كان يدّخره
لنوائب الزمان غير المتوقعة. أعطى عَبْد الرَّحْمَن الدَّاخِل العلم
والجانب الديني المكانة اللائقة بهما، فعمل على نشْر العلم وتوقير العلماء
والمفكريين والفقهاء، اهتمّ بالقضاء وبالحسبة، اهتمّ بالأمر بالمعروف
والنهي عن المنكر وكان عادلا، من أعظم أعماله في الناحية الدينية بناء
مسجد قرطبة الكبير . والمدارس والمكتبات ودور القضاء ومجالس العلماء
وغيرها. ويبرز ذلك في الجوانب التالية: - اهتمامه الكبير بالإنشاء
والتعمير، وتشييد الحصون والقلاع والقناطر والمباني والمساجد وأماكن العلم
والمصانع، وربطه كافة أنحاء بلاد الأندلس ببعضها. - إنشائه أول دار لسك
النقود الإسلامية في الأندلس. - إنشائه الرصافة، وهي من أكبر الحدائق في
الإسلام، وقد أنشأها على غرار الرصافة التي كانت بالشام بالقرب من الفرات
في سوريا، والتي أسسها جده هشام بن عبد الملك وكانت مصيفا ومنتجعا له ،وقد
أتى عبدالرحمن لها يالبنائين وبالنباتات العجيبة من الشام ومن كل بلاد
العالم. - أسس أسطولا بحريا كبيرا ونشأ وجهز الموانيء في الأندلس الاموية.
- جعل من الأندلس ومدنها منارة للحضارة لتصبح قرطبة وإشبيلية وغيرها من
أهم المدن الاسلامية الأموية في عهده.
1160في مثل هذا اليوم مولد
المؤرخ الكبير علي بن أبي الكرم محمد بن محمد بن عبد الكريم، المشهور بعز
الدين بن الأثير، ولد علي بن أبي الكرم محمد بن محمد المعروف بعز الدين بن
الأثير في (4 من جمادى الآخرة سنة 555هـ= 13 من مايو 1160م) بجزيرة ابن
عمر، وعني أبوه بتعليمه، فحفظ القرآن الكريم، وتعلم مبادئ القراءة
والكتابة، ثم استكمل دراسته بالموصل بعد أن انتقلت إليها أسرته، وأقامت
بها إقامة دائمة، فسمع الحديث من أبي الفضل عبد الله بن أحمد، وأبي الفرج
يحيى الثقفي، وتردد على حلقات العلم التي كانت تُعقد في مساجد الموصل
ومدارسها، وكان ينتهز فرصة خروجه إلى الحج، فيعرج على بغداد ليسمع من
شيوخها الكبار، من أمثال أبي القاسم يعيش بن صدقة الفقيه الشافعي، وأبي
أحمد عبد الوهاب بن علي الصدمي. ورحل إلى الشام وسمع من شيوخها، ثم عاد
إلى الموصل ولزم بيته منقطعا للتأليف والتصنيف.في رحلته الطويلة لطلب
العلم وملاقاة الشيوخ، والأخذ منهم، درس ابن الأثير الحديث والفقه والأصول
والفرائض والمنطق والقراءات؛ لأن هذه العلوم كان يجيدها الأساتذة المبرزون
ممن لقيهم ابن الأثير، غير أنه اختار فرعين من العلوم وتعمق في دراستهما
هما: الحديث والتاريخ، حتى أصبح إماما في حفظ الحديث ومعرفته وما يتعلق
به، حافظا للتواريخ المتقدمة والمتأخرة، خبيرا بأنساب العرب وأيامهم
وأحبارهم، عارفًا بالرجال وأنسابهم لا سيما الصحابة.وعن طريق هذين العلمين
بنى ابن الأثير شهرته في عصره، وإن غلبت صفة المؤرخ عليه حتى كادت تحجب ما
سواها. والعلاقة بين التخصصين وثيقة جدا؛ فمنذ أن بدأ التدوين ومعظم
المحدثين العظام مؤرخون كبار، خذ مثلا الإمام الطبري، فهو يجمع بين
التفسير والفقه والتاريخ، والإمام الذهبي كان حافظا متقنا، وفي الوقت نفسه
كان مؤرخا عظيما، وكذلك كان الحافظ ابن عساكر بين هاتين الصفتين…
والأمثلة كثيرة يصعب حصرها.وقد توافرت لابن الأثير المادة التاريخية التي
استعان بها في مصنفاته، بفضل صلته الوثيقة بحكام الموصل، وأسفاره العديدة
في طلب العلم، وقيامه ببعض المهام السياسية الرسمية من قبل صاحب الموصل،
ومصاحبته صلاح الدين في غزواته -وهو ما يسر له وصف المعارك كما شاهدها-
ومدارسته الكتب وإفادته منها، ودأبه على القراءة والتحصيل، ثم عكف على تلك
المادة الهائلة التي تجمعت لديه يصيغها ويهذبها ويرتب أحداثها حتى انتظمت
في أربعة مؤلفات، جعلت منه أبرز المؤرخين المسلمين بعد الطبري وهذه
المؤلفات هي:-الكامل في التاريخ، وهو في التاريخ العام.-والتاريخ الباهر
في الدولة الأتابكية، وهو في تاريخ الدول، ويقصد بالدولة الأتابكية الدولة
التي أسسها عماد الدين زنكي في الموصل سنة (521هـ = 1127م) وهي الدولة
التي عاش في كنفها ابن الأثير - وأسد الغابة في معرفة الصحابة، وهو في
تراجم الصحابة - واللباب في تهذيب الأنساب، وهو في الأنساب.
الأندلسية، ويؤسس الدولة الأموية الثانية، هو عبدالرحمن بن معاوية بن هشام
بن عبد الملك (توفي 788) الملقب بصقر قريش. كان أحد الأمراء الأمويين
المرشحين للخلافة في عاصمة الدولة الاموية في دمشق ، جده الخليفة هشام بن
عبد الملك عاشر الخلفاء الأمويين . هرب من العباسيين عند قيام دولتهم، إلى
الأندلس حيث دخلها، وسمي بذلك عبد الرحمن الداخل، وأكمل فترة الخلافة
الأموية هناك في الأندلس ، حكم بين عامي 756-788. بدأ عبد الرحمن بن
معاوية يعدّ العدة لدخول الأندلس بعد ان كون جيشا قويا والتف حولة مؤيدوه
، فعمل على الآتي:أولًا: أرسل بدر - أحد رجاله والقادم معه من دمشق -
أرسله إلى الأندلس لدراسة الموقف، ومعرفة القوى المؤثرة في الحكم
فيهاوالوضع في الداخل الاندلسي.ثانيًا: راسل كل محبي الدولة الأموية في
أرض الأندلس.ثالثًا:راسل عبد الرحمن بن معاوية البربر في الأندلس، وأعلمهم
خطته ورحبوا بذلك لمعرفتهم بعدل الامويين وإنصافهم لهم، وكانوا في ذلك
الوقت على خلاف شديدٍ جدًا مع يوسف بن عبد الرحمن الفهري؛ لأنه فرّق بينهم
وبين العرب في شمال افريقيا، فهم يريدون أن يتخلّصوا من حكم يوسف بن عبد
الرحمن الفهري الذي عاملهم بهذه العنصرية.رابعًا: راسل كل الأمويين في كل
الأماكن وأنه يعزم على دخول الأندلس وإقامة الدولة الأموية فالتحق به كافة
الأمويين من الشام وغيرها من البلاد . وفي ربيع الثاني سنة (138هـ ، 755)
عبر عبدالرحمن بن معاوية بجيشه القوي ومن معه من القادة مضيق جبل طارق إلى
داخل الاندلس بهيبة وعظمة الفاتحين المنتصرين وانضم إليه أنصاره وأخضع
كافة البلاد في طريقه وزحف إلى إشبيلية واستولى عليها وبايعه اهلها، ثم
نجح في دخول قرطبة العاصمة، بعد أن هزم جيش يوسف بن عبد الرحمن الفهري في
موقعة المصارة في العاشر من ذي الحجة سنة 138هـ ليسيطر على كافة ارجاء
الأندلس. بعد دخوله منطقةقرطبة ومناطق الاندلس ومدنها، لُقّب عبد الرحمن
بن معاوية بعبدالرحمن الداخل الأموي لأنه أول من دخل من بني أمية قرطبة
حاكمًا.بويع عبدالرحمن بالإمارة في قرطبة، وأعلن أميراً على الأندلس كلها
فوق منبر مسجد قرطبة الجامع مكملا مجد بني امية من الدولة الأموية في دمشق
وفاتحا بلادا في أقصى غرب أوروبا ليعلن الدولة الأموية في الأندلس ولتصبح
قرطبة عاصمة لها، ولم يكن عبدالرحمن قد تجاوز وقتها السادسة والعشرين من
عمره. ولم يشأ عبدالرحمن أن يعلن نفسة خليفة لأن فكرة الخلافة عند فقهاء
السنة في ذلك الوقت تقتضي بأن يكون خليفة المسلمين هو حامي الحرميين
الشريفين المسيطر على الحجاز، لذلك اكتفى عبدالرحمن بأن لقّب نفسه بابن
الخلافاء على اعتبار ان اجداده من الامويين كانوا خلفاء أكبر دولة اسلامية
في الشرق الدولة الأموية.ومنذ أن تولّى عبد الرحمن الداخل الأمور في بلاد
الأندلس عُرفت هذه الفترة بفترة الإمارة الأموية، وتبدأ من سنة 138هـ= 755
وتنتهي سنة 316 هـ= 928. انتصر عبد الرحمن الداخل على العباسيين، وقف لهم
وحاربهم وانتصر عليهم وهزمهم شر هزيمة وعرفوا بقوته وأنهم أمام قوة لايمكن
الوقوف في وجهها، فلقبه العباسيون بعد ان انتصر عليهم بـصقر قريش وهو
اللقب الذي اشتهر به بعد ذلك، فقد كان أبو جعفر المنصور جالسًا مع أصحابه
مرةً فسألهم: أتدرون من هو صقر قريش؟ فقالوا له : هو أنت. فقال لهم:
لا.فعدّدوا له أسماء حتى ذكروا له معاوية وعبد الملك بن مروان من بني
أمية. فقال أيضا: لا. ثم أجابهم قائلا:" بل هو عبد الرحمن بن معاوية، دخل
الأندلس منفردًا بنفسه، مؤيّدًا برأيه، مستصحبًا لعزمه، يعبر القفر ويركب
البحر حتى دخل بلدًا أعجميًا فمصّر الأمصار وجنّد الأجناد، وأقام ملكًا
بعد انقطاعه بحسن تدبيره وشدة عزمه". فحقق عبدالرحمن بن معاوية غايته من
إعادة أمجاد أجداده الامويين والانتصار على العباسيين وتكوين دولة قوية
وهي الدولة الأموية بالأندلس.استمرت مدة حكمة 33سنة في الأندلس، اهتم فيها
بالأمور الداخلية للبلاد اهتمامًا كبيرًا، فعمل على ما يلي:اهتم عبد
الرحمن الداخل بإنشاء جيش قوي، ومنذ قدوم عَبْد الرَّحْمَن الدَّاخِل إلى
الأندلس وهو يعمل على تقوية وزيادة جيشه، وقد وصل تعداد الجيش الاموي في
عهده إلى مائة ألف فارس غير الرجّالة والمشاه والجنود ونظم الجيش أحسن
تنظيم. كما أنشأ دُورًا للأسلحة، فأنشأ مصانع السيوف الذي نقل صناعتها من
دمشق ومصانع المنجنيق، وكان من أشهر هذه المصانع مصانع طليطلة ومصانع
برديل.أنشأ أيضًا أسطولًا بحريًا قويًا، بالإضافة إلى إنشاء أكثر من ميناء
كان منها ميناء طرطوشة وألمرية وإشبيلية وبرشلونة وغيرها من الموانئ. كان
يقسّم ميزانية الدولة السنوية إلى ثلاثة أقسام: قسم ينفقه بكامله على
الجيش، والقسم الثاني لأمور الدولة العامة من مؤنٍ ومعمارٍ ومرتباتٍ
ومشاريعَ والعلم وإحياء للثقافة والفن وغير ذلك، والقسم الثالث كان يدّخره
لنوائب الزمان غير المتوقعة. أعطى عَبْد الرَّحْمَن الدَّاخِل العلم
والجانب الديني المكانة اللائقة بهما، فعمل على نشْر العلم وتوقير العلماء
والمفكريين والفقهاء، اهتمّ بالقضاء وبالحسبة، اهتمّ بالأمر بالمعروف
والنهي عن المنكر وكان عادلا، من أعظم أعماله في الناحية الدينية بناء
مسجد قرطبة الكبير . والمدارس والمكتبات ودور القضاء ومجالس العلماء
وغيرها. ويبرز ذلك في الجوانب التالية: - اهتمامه الكبير بالإنشاء
والتعمير، وتشييد الحصون والقلاع والقناطر والمباني والمساجد وأماكن العلم
والمصانع، وربطه كافة أنحاء بلاد الأندلس ببعضها. - إنشائه أول دار لسك
النقود الإسلامية في الأندلس. - إنشائه الرصافة، وهي من أكبر الحدائق في
الإسلام، وقد أنشأها على غرار الرصافة التي كانت بالشام بالقرب من الفرات
في سوريا، والتي أسسها جده هشام بن عبد الملك وكانت مصيفا ومنتجعا له ،وقد
أتى عبدالرحمن لها يالبنائين وبالنباتات العجيبة من الشام ومن كل بلاد
العالم. - أسس أسطولا بحريا كبيرا ونشأ وجهز الموانيء في الأندلس الاموية.
- جعل من الأندلس ومدنها منارة للحضارة لتصبح قرطبة وإشبيلية وغيرها من
أهم المدن الاسلامية الأموية في عهده.
1160في مثل هذا اليوم مولد
المؤرخ الكبير علي بن أبي الكرم محمد بن محمد بن عبد الكريم، المشهور بعز
الدين بن الأثير، ولد علي بن أبي الكرم محمد بن محمد المعروف بعز الدين بن
الأثير في (4 من جمادى الآخرة سنة 555هـ= 13 من مايو 1160م) بجزيرة ابن
عمر، وعني أبوه بتعليمه، فحفظ القرآن الكريم، وتعلم مبادئ القراءة
والكتابة، ثم استكمل دراسته بالموصل بعد أن انتقلت إليها أسرته، وأقامت
بها إقامة دائمة، فسمع الحديث من أبي الفضل عبد الله بن أحمد، وأبي الفرج
يحيى الثقفي، وتردد على حلقات العلم التي كانت تُعقد في مساجد الموصل
ومدارسها، وكان ينتهز فرصة خروجه إلى الحج، فيعرج على بغداد ليسمع من
شيوخها الكبار، من أمثال أبي القاسم يعيش بن صدقة الفقيه الشافعي، وأبي
أحمد عبد الوهاب بن علي الصدمي. ورحل إلى الشام وسمع من شيوخها، ثم عاد
إلى الموصل ولزم بيته منقطعا للتأليف والتصنيف.في رحلته الطويلة لطلب
العلم وملاقاة الشيوخ، والأخذ منهم، درس ابن الأثير الحديث والفقه والأصول
والفرائض والمنطق والقراءات؛ لأن هذه العلوم كان يجيدها الأساتذة المبرزون
ممن لقيهم ابن الأثير، غير أنه اختار فرعين من العلوم وتعمق في دراستهما
هما: الحديث والتاريخ، حتى أصبح إماما في حفظ الحديث ومعرفته وما يتعلق
به، حافظا للتواريخ المتقدمة والمتأخرة، خبيرا بأنساب العرب وأيامهم
وأحبارهم، عارفًا بالرجال وأنسابهم لا سيما الصحابة.وعن طريق هذين العلمين
بنى ابن الأثير شهرته في عصره، وإن غلبت صفة المؤرخ عليه حتى كادت تحجب ما
سواها. والعلاقة بين التخصصين وثيقة جدا؛ فمنذ أن بدأ التدوين ومعظم
المحدثين العظام مؤرخون كبار، خذ مثلا الإمام الطبري، فهو يجمع بين
التفسير والفقه والتاريخ، والإمام الذهبي كان حافظا متقنا، وفي الوقت نفسه
كان مؤرخا عظيما، وكذلك كان الحافظ ابن عساكر بين هاتين الصفتين…
والأمثلة كثيرة يصعب حصرها.وقد توافرت لابن الأثير المادة التاريخية التي
استعان بها في مصنفاته، بفضل صلته الوثيقة بحكام الموصل، وأسفاره العديدة
في طلب العلم، وقيامه ببعض المهام السياسية الرسمية من قبل صاحب الموصل،
ومصاحبته صلاح الدين في غزواته -وهو ما يسر له وصف المعارك كما شاهدها-
ومدارسته الكتب وإفادته منها، ودأبه على القراءة والتحصيل، ثم عكف على تلك
المادة الهائلة التي تجمعت لديه يصيغها ويهذبها ويرتب أحداثها حتى انتظمت
في أربعة مؤلفات، جعلت منه أبرز المؤرخين المسلمين بعد الطبري وهذه
المؤلفات هي:-الكامل في التاريخ، وهو في التاريخ العام.-والتاريخ الباهر
في الدولة الأتابكية، وهو في تاريخ الدول، ويقصد بالدولة الأتابكية الدولة
التي أسسها عماد الدين زنكي في الموصل سنة (521هـ = 1127م) وهي الدولة
التي عاش في كنفها ابن الأثير - وأسد الغابة في معرفة الصحابة، وهو في
تراجم الصحابة - واللباب في تهذيب الأنساب، وهو في الأنساب.
الإثنين مايو 18, 2009 7:46 am من طرف عطا المصراوية
» قصر صدام حسين بلاتوه سنيمائى!!!
الإثنين مايو 18, 2009 7:23 am من طرف عطا المصراوية
» السعادة الحقبقية
الأحد مايو 17, 2009 9:20 pm من طرف عطا المصراوية
» مواقف ومعانى!!
الأحد مايو 17, 2009 8:05 pm من طرف عطا المصراوية
» الحب أعمى» والتمثيل لم يرضني
الأحد مايو 17, 2009 1:08 pm من طرف فيصل ابو ريشه
» غادة عبد الرازق
الأحد مايو 17, 2009 1:03 pm من طرف فيصل ابو ريشه
» تعدد الزوجات فى ظل التشريع الاسلامى
السبت مايو 16, 2009 6:38 pm من طرف عطا المصراوية
» فوائد القرنبيط الصحيه
السبت مايو 16, 2009 2:18 pm من طرف فيصل ابو ريشه
» فوائد البطيخ
السبت مايو 16, 2009 2:12 pm من طرف فيصل ابو ريشه