حركة المد والجزر
أسرار المد والجزر تبوح بها ذاكرة الشمس والقمر...هورمونات الإنسان رهن بارتفاع
حركة البحر وانخفاضها - هادي محمود.
أهي لعبة حقاً، أم إنها من بنات أفكار أجدادنا وتقاليد رومانسية لا يجوز وصفها
بمرتبة العلوم الحقيقية؟ وما علاقتنا بالشمس والقمر وما تأثيرهما علينا نحن بني
البشر؟ وهل يمكن القيام بعمل ما من أجل تحسين هذا التأثير؟ أيمكننا العيش مع هذه
الكواكب في انسجام كوني، أم إن تصور وجود كون حي لا يعدو أن يكون مادة للخياليين؟
ومع تزايد البحوث والاكتشافات تزداد أسرار العلاقة الغريبة بين الشمس والقمر. كان
سراً عظيماً ذلك التغيير من الضوء إلى الظلام ومن النهار إلى الليل ومن النمو في
الربيع إلى الفناء في الخريف ومن الحياة إلى الموت.
إن
حركة الشمس والقمر كانت قد أيقظت في أذهان أجدادنا خيالات فريدة، فقد أثر القمر
عليهم وكأنه فتاة خجولة قد مسها الحب، كانت قد هربت من الشمس مرة لتعود وتلاحقها
مرة أخرى كما يبدو، ولتتمكن منها أخيراً عندما يكون القمر هلالاً، وفي وقت الاقتران
تنجب الشمس والقمر حسب تصور أجدادنا أبناءهما، ففي معظم اللغات (عدا الألمانية
واليابانية والعربية فهو مذكر) يسيطر القمر المؤنث علي التكوين والفناء، كما هو
حاله عندما يختفي ليظهر هلالاً ثم يصبح بدراً كاملاً، فحينما يكون المطلوب هو نمو
النباتات فانه يستوجب البذار عندما يكون القمر في طور النمو أي في المدة من 1 إلى
14 من الشهر القمري ويعد الوضع بعد اليوم 15 مولداً للشر.
لقد عبد الإنسان في مراحل تاريخية قديمة الشمس والقمر وقدم القرابين من اجل كسب
رضاهما. ولا تزال في عصرنا هذا شعوب كثيرة تمنح الشمس والقمر جل اهتمامها.
وحديثاً يعمل الإنسان من اجل سبر أغوار هذين الجرمين من وجهة نظر العلوم الطبيعية.
وكنت قد وضعت أسئلة عدة في محاولة لإيجاد التفسيرات العلمية لظواهر تشير إلى وجود
مؤثرات خفية تنطلق من الشمس والقمر، وبغض النظر عن الزاوية التي يري المرء بها
الموضوع فان المسألة الرئيسة باقية كما هي:
بأي قوي يمكن للشمس والقمر أن يؤثرا علي الإنسان أساسا، إن اكثر القوي الأساسية
الأربع المعروفة غرابةً هي الجاذبية، وغرابتها تعود إلى كونها لا قيمة لها في البعد
الذري ولكنها أيضا تزداد أهمية كلما ازداد البعد.
إن
من أسباب نفور العقل البشري من ظاهرة الشمس والقمر (المعروفة لدي علم قياس الأرض)
هو ارتفاع الأرض وانخفاضها مرتين في اليوم بحدود 28 سم، ولكننا لا نحس بذلك لان ذلك
الارتفاع والانخفاض يحصلان في ذات الوقت علي مستوي القارات، وقد تم قياس هذه الحركة
في منجم للملح في ألمانيا، حيث علق معهد بحوث قياس الأرض رقاصا طوله 30 مترا إذ يتم
من خلال قياس زاوية ضربة الرقاص، كيف يتغير انحراف سطح الأرض ضمن إيقاع الفصول. إن
هذا المد و الجزر لليابسة جري إثباته في هذه الأثناء بواسطة أشعة ليزر يجري عكسها
من قمر صناعي خاص: ويؤشر الرقاص كما هو الحالة في الليزر إن الشمس والقمر بإمكانهما
ليس من وضع السوائل فحسب وإنما المواد الصلبة في حالة اهتزاز أيضا فقد أضحى معروفاً
إن حركة القمر تسيطر علي تغييرات فصول البحر حتى وان كان القمر لوحده غير قادر علي
إنجاز هذا العمل وهو لا يقوم بجذب كتل الماء كما يشاع من خلال حركته وإنما يبقي هو
وبمشاركة الشمس التي تعبد (390) مرة اكثر منه (نسبة القوة 7،2 إلى 1) البحار في
العالم في حالة حركة.
إن ما يطلق عليه قوي التباين التي تنطلق سوية من الجرمين السماويين وتؤثر بشكل
مختلف علي الأرض وينتج عن ذلك جبل الطوفان، يحصل اكثر ما يكون جراء التدافع من جميع
الجهات، اكثر من كونه سحبا من الأعلى . وتحت جبل الطوفان هذا تواصل الأرض دورانها
ويحصل المد والجزر مرتين في اليوم.
تولد هذه الظاهرة احتكاكاً هائلاً يقدر بــ(4،1) مليون ميغاواط وهو ما يعادل إنتاج
(1000) محطة طاقة كهربائية كبيرة وبذلك يقع تدريجيا إبطاء دوران الأرض وبعملية
حسابية نجد إن اليوم سيكون بعد مليون سنة اقصر بست عشرة ثانية.
المهم في موضوعنا هو ظاهرة اصطفاف الجرمين في اتجاه واحد (الهلال) أو الواحد مقابل
الآخر (العمر) فعند ذاك تجتمع القوتان مكونتين مدا.
وأهمية مفعول المد والجزر هي هل بإمكان القمر أن يؤدي إلى حصول مد طوفاني ذهني في
أحشائنا ، لقد اعتقد البابليون بذلك كما آمن مستوطنو نيوزيلندا القدماء (الما اوري)
بان القمر الذي يستطيع أن يهيج المحيطات ويمكنه بتلك القوة كذلك أن يسحب الدم من
جسد المرأة عند الطمث. وفي عصرنا هذا فقد وصف الطبيب النفسي الأمريكي ارنولد ليبر
في كتابه (مفعول القمر) ارتفاع أعداد الجرائم وحوادث الطرق عند اكتمال البدر، مما
دفع بالسؤال آلاتي إلى واجهة مراكز البحوث: هل يحرك البدر المجرمين؟ وهل يتصرف حقاً
اناس كثيرون بشكل غير معقول عندما يكتمل القمر؟ وكانت مدينة (لدفكسهافن) الألمانية
قد أصدرت تعليمات تلزم عددا أكبر من الشرطة بالقيام بالواجب عندما يكون القمر بدراً
إذ أن ما لا يقل عن 50 حادثة اكثر تحصل في الليالي المقمرة إن نظام السوائل أي
الإنسان يتكون بنسبة 66% من الماء واستنادا لذلك فانه يمكن التكهن إن أجسادنا كذلك
تخضع لحركة المد والجزر.
فمن خلال مد عال في نظام الهرمونات يمكن أن يحصل وضع استثنائي لدي أناس شديدي
الحساسية. من المعلوم إن 12 مليون شخص ممن (يعشقون القمر) في ألمانيا يتقلبون في
أسرهم عندما يكتمل البدر. ولا اقل من ذلك العدد يبدأ بالسير في نومه. والسؤال هو
كيف يمكن للقمر فعل هذا المفعول لسكان الأرض حقا؟ لقد قام العلماء باحتساب التغيير
الذي يصبب مجمع الماء الصغير أي الإنسان مقارنة بالمحيطات تحت تأثير المد القمري
بأنه لا يزيد عن واحد من المليار. إن جاذبية التابع الأرضي بوزنه البالغ 5،73
ترليون طن يحمل الإنسان حقيقة بما يوازي وزن قطرة عرق واحدة أو وزن ذبابة.
إن تغيير جاذبية الأرض بسبب التغيرات القمرية والشمسية لا يشكل إلا المرتبة السادسة
بعد الفاصلة حسابياً وتجري مراقبة هذه التغيرات بواسطة أدق جهاز لقياس الجاذبية في
العالم الموجود في معهد قياس الكرة الأرضية التطبيقي التابع لمحطة مراقبة الأقمار
الصناعية في مدينة فيتسل في ألمانيا. وطريقة القياس تكمن في وضع كرة جوفاء داخل
جهاز قياس مملوء بالهبليوم السائل في حالة تحليق بواسطة مغناطيس علي التوصيل وهذه
الكرة تتحرك صعودا وهبوطا حسب وضع القمر والشمس كان هذا التغيير البسيط جدا في
جاذبية الأرض كافيا لافتعال تقلبات في جاذبية المادة. فمن خلال رفع أو تنزيل للأفق
المفترض في جهاز القياس فان النيوترونات تصبح أخف أو اثقل، أفليس من الممكن أن يحصل
المفعول ذاته في الخلايا الحية؟ وبعض الباحثين يري انه بتأثير مفعول المد الطوفاني
فان الشيء ذاته يحصل في النفس البشرية فتطفو بذلك حالات خوف وعداء قديمة.
الإثنين مايو 18, 2009 7:46 am من طرف عطا المصراوية
» قصر صدام حسين بلاتوه سنيمائى!!!
الإثنين مايو 18, 2009 7:23 am من طرف عطا المصراوية
» السعادة الحقبقية
الأحد مايو 17, 2009 9:20 pm من طرف عطا المصراوية
» مواقف ومعانى!!
الأحد مايو 17, 2009 8:05 pm من طرف عطا المصراوية
» الحب أعمى» والتمثيل لم يرضني
الأحد مايو 17, 2009 1:08 pm من طرف فيصل ابو ريشه
» غادة عبد الرازق
الأحد مايو 17, 2009 1:03 pm من طرف فيصل ابو ريشه
» تعدد الزوجات فى ظل التشريع الاسلامى
السبت مايو 16, 2009 6:38 pm من طرف عطا المصراوية
» فوائد القرنبيط الصحيه
السبت مايو 16, 2009 2:18 pm من طرف فيصل ابو ريشه
» فوائد البطيخ
السبت مايو 16, 2009 2:12 pm من طرف فيصل ابو ريشه