وفي أواخر
1948
وبينما السادات مع "حسن عزت" الذي عمل معه لفترة في شركة مقاولات، رأى
السادات فتاة في السادسة عشرة من عمرها جميلة ومليئة بالحيوية هي "جيهان
صفوت رؤوف"، وهي ابنة لموظف بوزارة الصحة لأم مالطية -أو إنجليزية- اسمها "جلاديس"،
وكانت الفتاة الصغيرة قد رأت صورة "أنور" من قبل في الصحف، فراعها أن تراه
وجها لوجه، فوقعت في حبه منذ اللحظة الأولى كما وقع هو.. وتقدم بالفعل
لخطبتها.. لكنها رفضت لأنه متزوج وله أبناء، وأبدى أنور استعداده لتطليق
زوجته الأولى وتم الزواج بالفعل.
تسلم عمله في رفح في الفرقة الأولى مشاة، وانتقلت معه زوجته الصغيرة التي
كانت دائمة الترديد لنبوءة عاشتها، فقد حكت في كتابها "سيدة من مصر" أنها
ذات يوم كانت تتناول العشاء مع زوجها في مطعم على شاطئ النيل بالجيزة اشتهر
باسم "كازينو الحمام"، وبينما هما جالسان جاءت قارئة كف عجوز وعرضت أن تقرأ
كف كل منهما.. وأخذت يد جيهان لتقول لها: "ستكونين ملكة مصر"، فانخرطا في
موجة من الضحك، فكيف يكون هذا ومصر تحت حكم أسرة محمد علي؟
السادات وعبد الناصر.. والضباط الأحرار
في عام
1951
أعلن جمال عبد الناصر رغبته في ضم أنور السادات لتنظيم الضباط الأحرار، لكن
طلبه قوبل بموجة عارمة من الرفض؛ فكل أعضاء اللجنة التأسيسية للتنظيم كانوا
يرون للسادات علاقات بالقصر وبالحرس الحديدي، ولكن عبد الناصر أكد أنه
بتواجده ضمن الحرس الحديدي يمكنه أن يفيد الحركة، كما أن السادات كضابط
إشارة سيقوم بدور مهم في السيطرة على اتصالات الجيش عند قيام الحركة التي
كان يعد لها وقتئذ.
وبهذا أصبح السادات عضوا في تنظيم الضباط الأحرار قبل قيام الثورة بعام
واحد، وهو ما أجمعت عليه مختلف الكتابات والشهادات لأعضاء هذا التنظيم..
لكن الرواية الوحيدة التي خالفت كل ذلك هي رواية السادات نفسه.
وعلى الرغم من ذلك فقد كان عبد الناصر يثق فيه جدا حتى أخبره بموعد القيام
بالحركة، على غير رغبة الأعضاء، فما كان من "السادات" إلا أن قضى ليلته في
السينما مع زوجته ولم يرجع إلى بيته إلا بعد الواحدة ليلا ليجد خطابا من
عبد الناصر يستفسر فيه عن تغيبه.. فأسرع نحو قيادة الجيش بالعباسية، حيث
كان كل شيء قد تم وسيطر الضباط الأحرار على مقاليد الأمور.
السادات رجل الظل
في السابعة والنصف من صباح يوم
23
يوليو
1952
كان البكباشي محمد أنور السادات يلقي الخطاب الأول للثورة عقب احتلال مبنى
الإذاعة المصرية. ورغم ذلك فإنه عقب استقرار الأمر في أيدي الضباط آثر
"السادات" أن يبقى في الظل، وهذا ما يفسره مناصروه بأنه عزوف عن المناصب،
وعدم الرغبة في المشاركة في الثورة لرفضه سلبياتها، خاصة فيما يتعلق بحقوق
الإنسان، ويراه معارضوه استعدادا للانقضاض ولعبا من تحت المائدة، أو ضعفا
في الشخصية؛ فلم تزد المناصب التي تقلدها عن الإشراف على إصدار جريدة
"الجمهورية" لسان حال الثورة، ثم بعد إنشاء المؤتمر الإسلامي صار "السادات"
أمينه العام، ثم جاءت الوحدة بين مصر وسوريا
1958
فأصبح السادات رئيسا لمجلس الأمة المشترك حتى تم الانفصال عام
1961.
السادات
يلقي كلمته داخل الكنيست في القدس المحتلة
وتحققت نبوءة العرافة العجوز
ربما للشخصية القوية التي تميز بها عبد الناصر لم يعد حوله كثيرون من أعضاء
مجلس قيادة الثورة، خاصة بعد انتحار صديقه الوفي "عامر" عقب هزيمة يوليو؛
فالجميع إما آثر العزلة خوفا من معارضة الزعيم، وإما همِّش وأبعد.. وأصبح
بيت السادات في الجيزة هو المكان الذي يقضي فيه عبد الناصر بضع ساعات مع
صديق لا يضغط على أعصابه، كما أنه يعرف كيف يروضه.
وحسب كلام السادات نفسه في "البحث عن الذات" ص
290
يقول: "كانت السياسة عند عبد الناصر تخضع لانفعالاته، وقد أدرك هذا أولئك
الذين يحيطون به، ولذلك كانوا يستطيعون تطويعه كما يريدون إذا أحضروا إليه
في الوقت المناسب المعلومات المناسبة…".
قام عبد الناصر بتعيين السادات نائبا لرئيس الجمهورية في ديسمبر
1969
وسط دهشة الجميع، وبعد مضي تسعة أشهر، وفي
28
سبتمبر
1970
رحل جمال عبد الناصر، وأصبح الطريق الآن خاليا أمام السادات ليحكم مصر
وتتحقق نبوءة العرافة العجوز.
وأعلن السادات رسميا كرئيس لمصر في
15
أكتوبر
1970م،
وكانت أمامه عقبة كبيرة تجعله متململا فوق كرسي الحكم.. وتتمثل في رجال عبد
الناصر القدامى الذين تشبعوا بفكره وبخطه السياسي، ولم يقتنعوا بتولي
السادات مقاليد الأمور.. فقام في مايو
1971
بتصفية أنصار عبد الناصر من الحرس القديم في إطار ما عرف بـ "ثورة
التصحيح".
التوقيع على معاهدة كامب دايفيد في حديقة البيت الأبيض
السياسي الداهية ينتصر على العدو
إن كارهي السادات يقولون: إن
حرب أكتوبر
هي نتاج خالص لتخطيط عبد الناصر قبل موته، وإن السادات ما فعل إلا أن قطف
الثمرة، لكن الحقيقة التاريخية تجعل هذا الكلام مجرد ادعاء؛ فدور السادات
وتخطيطه المحكم ورغبته الأكيدة في تحقيق النصر وإصلاح الجيش الذي تحول فيما
قبل لمرتع للفساد الأخلاقي والعسكري… كل ذلك بلا شك من ثمار سياسة السادات
التي فرغت الجيش لدوره الأساسي في الدفاع عن الوطن، والبعد عن السياسة
الداخلية، إلا أن هذا هو الحال دوما بين
معارضي السادات ومؤيديه.
ولا شك أن ذكاء الرجل السياسي هو الذي أدى إلى
اعتراف الإسرائيليين كيف خدعهم السادات.
وبالمثل في قضية الحرية، فإن السادات بلا شك قد فتح للحريات بابا - مهما
اختلفنا في مساحته - فسمح بالتعددية وتحدث الناس فيما كانوا يخشون التفكير
فيه من قبل.
من قتل السادات؟
ربما يكون خالد الإسلامبولى وعبود الزمر هما اللذان اقتحما ساحة العرض
وأطلقا الرصاص، لكن هل هما اللذان قتلا هذا الرجل الملغز حقا؟
خالد الإسلامبولى
Ø
هل قتل هو نفسه عندما اختزل كل شيء في شخصه، وأصبح يقول: "جيشي وشعبي"؟
Ø
هل أصابه الانتصار العظيم في أكتوبر لدرجة أن يصبح كل معارض له "خائن لا بد
من فرمه" – على حد قوله؟
Ø
هل قتل السادات نفسه عندما أبرم اتفاقية السلام مع العدو الصهيوني؛ متناسيا
طبيعة مصر ودورها وسط العالم العربي والإسلامي؟
Ø
هل قتل السادات نفسه عندما لم يحتمل المعارضة وزجّ بها في اعتقالات سبتمبر
1981؟
Ø
هل قتل نفسه عندما ترك الزمام للفساد الاقتصادي ينخر في جذور مصر؟
Ø
هل قتل نفسه حين صدق الدعاية الصهيونية الكاذبة؟
Ø
هل قتل نفسه حين خانته ثقته بذاته؟
ورغم كل هذه التساؤلات وعلامات الاستفهام الكبرى
ستظل الحقيقة الوحيدة الباقية أن محمد أنور السادات من أكثر الشخصيات مدعاة
للإعجاب وللدهشة وللحيرة وللتساؤل أيضا.. كما أن ذكاءه الخارق كان وسيظل
محل تقدير للجميع.
لكن الرقم
6 لا بد أنه كان رقم أنور السادات ، لا بد أنه كان أهم رقم في حياته...
وتاريخه.. ومشواره السياسي ....
ففي 6
شباط 1938 تخرج من الكلية الحربيّة
وفي 6
كانون الثاني 1946 إشترك في إغتيال أمين عثمان
وفي 6
كانون الثاني 1950 عاد إلى الخدمة في الجيش بعد أن طرد منه على أثر مصرع
أمين عثمان
وفي 6
تشرين الأول 1973 قاد حرب أكتوبر، وعبرت القوات المسلحة قناة السويس، وحطمت
أسطورة {خط بارليف}
وفي 6
تشرين الأول 1981 أغتيل بطريقة درامية جريئة
وفي 6
آذار 1982 صدرت الأحكام قي قضية إغتياله
ففي 6
أكتوبر دخل التاريخ منتصراً ، وفي 6 أكتوبر خرج من الدنيا مقتولاً.
الإثنين مايو 18, 2009 7:46 am من طرف عطا المصراوية
» قصر صدام حسين بلاتوه سنيمائى!!!
الإثنين مايو 18, 2009 7:23 am من طرف عطا المصراوية
» السعادة الحقبقية
الأحد مايو 17, 2009 9:20 pm من طرف عطا المصراوية
» مواقف ومعانى!!
الأحد مايو 17, 2009 8:05 pm من طرف عطا المصراوية
» الحب أعمى» والتمثيل لم يرضني
الأحد مايو 17, 2009 1:08 pm من طرف فيصل ابو ريشه
» غادة عبد الرازق
الأحد مايو 17, 2009 1:03 pm من طرف فيصل ابو ريشه
» تعدد الزوجات فى ظل التشريع الاسلامى
السبت مايو 16, 2009 6:38 pm من طرف عطا المصراوية
» فوائد القرنبيط الصحيه
السبت مايو 16, 2009 2:18 pm من طرف فيصل ابو ريشه
» فوائد البطيخ
السبت مايو 16, 2009 2:12 pm من طرف فيصل ابو ريشه