تبين للمختار غدر الإيطاليين وخداعهم، ففي
20
أكتوبر
1929م
وجه نداء إلى أبناء وطنه طالبهم فيه بالحرص واليقظة أما ألاعيب الغزاة.
وصحت توقعات عمر المختار، ففي
16
يناير
1930م
ألقت الطائرات بقذائفها على المجاهدين، وقد دفعت مواقف المختار ومنجزاته
إيطاليا إلى دراسة الموقف من جديد وتوصلت إلى تعيين غرسياني ليقوم بتنفيذ
خطة إفناء وإبادة لم يسبق لها مثيل في التاريخ في وحشيتها وفظاعتها وعنفها
وقد تمثلت في عدة إجراءات ذكرها في كتاب "برقة المهدأة":
q
قفل الحدود الليبية المصرية بالأسلاك الشائكة لمنع وصول المؤن والذخائر.
q
إنشاء المحكمة الطارئة في أبريل
1930م.
q
فتح أبواب السجون في كل مدينة وقرية ونصب المشانق في كل جهة.
q
تخصيص مواقع العقيلة والبريقة من صحراء غرب برقة البيضاء والمقرون وسلوق من
أواسط برقة الحمراء لتكون مواقع الإعتقال والنفي والتشريد.
q
العمل على حصار المجاهدين في الجبل الأخضر واحتلال الكفرة.
إنتهت عمليات الإيطاليين في فزان بإحتلال مرزق وغات في شهري يناير وفبراير
1930م
ثم عمدوا إلى الإشباك مع المجاهدين في معارك فاصلة، وفي
26
أغسطس
1930م
ألقت الطائرات الإيطالية حوالي نصف طن من القنابل على الجوف والتاج، وفي
نوفمبر اتفق بادوليو وغرسياني على خط الحملة من اجدابيا إلى جالو إلى بئر
زيغن إلى الجوف، وفي
28
يناير
1931م
سقطت الكفرة في أيدي الغزاة، وكان لسقوط الكفرة آثار كبيرة على حركة الجهاد
والمقاومة.
وفي
11
سبتمبر
1931م
نشبت معركة عند بئر قندولة والوديان المجاورة استمرت يومين، ووقع عمر
المختار في الأسر، ومن أسلنطة أرسل بحراسة قوية إلى مرسى سوسه حيث نقلته
مركب حربية في نفس اليوم إلى بنغازي. وصل غرسياني إلى بنغازي يوم
14
سبتمبر قادماً من روما عن طريق طرابلس، وأعلن عن انعقاد "المحكمة الخاصة"
يوم
15
سبتمبر
1931م،
وفي صبيحة ذلك اليوم وقبل المحاكمة رغب غرسياني في الحديث مع عمر المختار،
يذكر كتاب (برقة المهدأة):
"وعندما حضر أمام مكتبي تهيأ لي أن أرى فيه شخصية آلاف المرابطين الذين
التقيت بهم أثناء قيامي بالحروب الصحراوية. يداه مكبلتان بالسلاسل، رغم
الكسور والجروح التي أصيب بها أثناء المعركة، وكان وجهه مضغوطا لأنه كان
مغطيا رأسه (بالجرد) ويجر نفسه بصعوبة نظراً لتعبه أثناء السفر بالبحر،
وبالإجمال يخيل لي أن الذي يقف أمامي رجل ليس كالرجال له منظره وهيبته رغم
أنه يشعر بمرارة الأسر، ها هو واقف أمام مكتبي نسأله ويجيب بصوت هادئ
وواضح." وكان أول سؤال وجهه له غرسياني لماذا حاربت بشدة متواصلة الحكومة
الإيطالية؟" فكان ردّ عمر المختار "من أجل ديني ووطني."
ويستطرد غرسياني حديثه "وعندما وقف ليتهيأ للإنصراف كان جبينه وضاء كأن
هالة من نور تحيط به فارتعش قلبي من جلالة الموقف أنا الذي خاض معارك
الحروب العالمية والصحراوية ولقبت بأسد الصحراء. ورغم هذا فقد كانت شفتاي
ترتعشان ولم أستطع أن أنطق بحرف واحد، فانهيت المقابلة وأمرت بإرجاعه إلى
السجن لتقديمه إلى المحاكمة في المساء، وعند وقوفه حاول أن يمد يده
لمصافحتي ولكنه لم يتمكن لأن يدين كانت مكبلة بالحديد."
انعقدت محاكمة عمر المختار بعمار الحزب الفاشيستي (مجلس النواب البرقاوي
أيام إمارة السيد ادريس على برقة) وكانت المشنقة قد جهزت قبل انعقاد
المحكمة، ونفذ حكم الإعدام شنقاً في
16
سبتمبر
1931م
في مدينة سلوق أمام جموع غفيرة من أبناء وطنه. وسيظل المختار حيا أبدا في
قلوب الشرفاء من هذه الأمة.
سيرة ذلك الرجل سيرة عطرة، روحها إيمان وحب شديد لقيوم السماوات والأرض،
ورغبة أكيدة في الشهادة في سبيل الله، مظهرها قتال مرير للمستعمر حتى آخر
قطرة من الدماء. لعل هذه الأمة التي أنجبت الأبطال أمثال الشريف والمختار
والباروني وبالخير وسيف النصر وغيرهم وأنجبت الصناديد أمثال احواس ورفاقه،
لا تبخل في إنجاب أبطال آخرين سيغيروا مجرى التاريخ وتزدهر على آيديهم
البلاد ويقوى كيانها وتستطيع الوقوف من جديد.
الإثنين مايو 18, 2009 7:46 am من طرف عطا المصراوية
» قصر صدام حسين بلاتوه سنيمائى!!!
الإثنين مايو 18, 2009 7:23 am من طرف عطا المصراوية
» السعادة الحقبقية
الأحد مايو 17, 2009 9:20 pm من طرف عطا المصراوية
» مواقف ومعانى!!
الأحد مايو 17, 2009 8:05 pm من طرف عطا المصراوية
» الحب أعمى» والتمثيل لم يرضني
الأحد مايو 17, 2009 1:08 pm من طرف فيصل ابو ريشه
» غادة عبد الرازق
الأحد مايو 17, 2009 1:03 pm من طرف فيصل ابو ريشه
» تعدد الزوجات فى ظل التشريع الاسلامى
السبت مايو 16, 2009 6:38 pm من طرف عطا المصراوية
» فوائد القرنبيط الصحيه
السبت مايو 16, 2009 2:18 pm من طرف فيصل ابو ريشه
» فوائد البطيخ
السبت مايو 16, 2009 2:12 pm من طرف فيصل ابو ريشه